
الاستشارات الأسرية ليست مجرد حلول للخلافات، والتحديات، التي تواجهها الأسرة، بل هي عبارة عن جسر يعيد الألفة، والوصال بين القلوب، من خلال تعزيز الحوار، والتفاهم بين أفراد الأسرة.
في ظل الضغوطات المختلفة في مجتمعاتنا اليوم، تزداد الصراعات الأسرية، التي قد تحتاج إلى استشارة أسرية، إذن ما هي الاستشارة الأسرية، وأهميتها؟ وكيف تختار مستشارك الأسري؟.
الاستشارات الأسرية: عندما يحتاج كل جدار إلى إعادة بناء
الأسرة هي البيئة الأولى، التي ينشأ فيها الفرد، ويترعرع، مصدر الأمان، والدفء لأفرادها، والداعم الأول لهم في مواجهة الحياة، وتحدياتها، إلا أن تلك روابط الحب، والمودة عرضة للتفكك.
مهما كان من الحب، والمودة، والتقدير بين أفراد الأسرة الواحدة، فقد تعاني يومًا ما من اضطرابات، أو سوء تفاهم، وهنا يأتي دور الاستشارات الأسرية، التي تعمل على ترميم تلك الروابط، والعلاقات.
تُعرف الاستشارات الأسرية بأنها جلسات مخصصة بقيادة المستشار الأسري، وتهدف إلى إيجاد حلول للخلافات الأسرية، واستعادة الوصال، والألفة بين أفراد الأسرة من جديد.
لماذا نحتاج إلى استشارات أسرية؟ ليس من الضروري أن يكون الوضع الأسري محطم؛ لكي نحتاج إلى المشورة، بل قد تحتاجها الأسرة؛ لمواجهة الخلافات، والتغلب عليها، في ظل ضغوطات الحياة.
يكمن الغرض الرئيسي من وراء الاستشارة الأسرية إلى استعادة المودة، والتواصل، وبناء علاقات صحية بين أفراد الأسرة، وليس حل مشكلات فرد واحد من الأسرة، بل الأسرة ككيان كامل.
هناك العديد من الأسر، التي كانت على شفا الانهيار، وجاءت الاستشارة الأسرية كمنقذ لها في استعادة الثقة بين الأزواج، وبناء الجسور بين الأبناء، والوالدين.
كيف يعمل هذا الجسر؟ آليات العلاج الأسري وتأثيره
تسير جلسات الاستشارات الأسرية على نهج مستنير، يحرص المستشار الأسري من البداية على فتح القلوب، من خلال التعارف على أفراد الأسرة، ووجهات نظرهم.
وذلك باعتبار أن الأسرة عبارة عن نظام متكامل يؤثر على بعضه البعض، وحدوث تغيير لدى فرد منه يعني التأثير على الأسرة ككل، وهذا ما يعرف علميًا بنظرية أنظمة الأسرة.
بعد الإنصات إلى وجهات النظر، يتم تحديد نقطة الخلاف الرئيسية، والبحث عن حلول فعالة؛ لاقتلاع الخلاف من جذوره، في محاولة تحويل التنافر إلى تناغم، ومودة.
لا تتوقف الاستشارة الأسرية هنا، بل تقدم تدريبات عملية، مثل: تدريبات الإنصات للغير، والتقدير، تدريبات التعبير عن المشاعر باحترام، التي تساهم في تعزيز لغة الحوار، والتفاهم داخل الأسرة.
يواصل المستشار الأسري دوره في رحلة تحويل الصراع الأسري إلى أجواء أسرية تسودها المحبة، والاحترام، من خلال المتابعة، والتقييم المستمر حتى الوصول إلى نتائج إيجابية ملموسة.

من هو المستشار الأسري وكيف تختار الأنسب لك؟
المستشار الأسري هو متخصص في الإرشاد النفسي والاجتماعي، يجيد التعامل مع الخلافات الزوجية، والأسرية، يتمثل دوره الرئيسي في الإنصات بموضوعية لأفراد الأسرة، وتقديم حلول فعالة.
يجب الحرص على اختيار مستشار أسري ناجح، ومحترف في تقديم الاستشارات الأسرية بعناية، دقة؛ مما يضمن رحلة علاجية موثوقة تمنح الأسرة أجواء مستقرة محفوفة بالحب، والتقدير.
لذا؛ يجب مراعاة الآتي عند اختيار مستشار أسري مناسب:
- اختيار مستشار موثوق حاصل على شهادة مختصة في الإرشاد الأسري.
- التحقق من خبراته السابقة في معالجة مشاكل أسرية مماثلة، أو متشابهة.
- الشعور بالراحة، والثقة اتجاه المستشار من أساسيات اختيار المستشار المناسب؛ لأن الثقة مفتاح نجاح العلاجات النفسية.
- التأكد من أخلاقيات المستشار، ومبادئه، فلا بد أن يكون أمينًا محافظًا على أسرار الأسرة، وخصوصيتها.
- بدء الرحلة العلاجية بجلسة استكشافية؛ للتعرف أكثر على آلية المستشار في حل المشكلات.
وإليك أهم النصائح قبل طلب الاستشارة الأسرية:
- الحرص على اختيار مستشار موثوق، ومرخص.
- تحديد المشكلة بوضوح؛ من أجل تحديد الأنماط العلاجية المناسبة.
- القابلية للتغيير، سواء في الجانب الفكري، أو السلوكي.
- التعامل مع الجلسات العلاجية بعقل منفتح.
- التركيز على توصيات المستشار، والحرص على تطبيقها.
- عليك بالصبر، والالتزام، فقد تستغرق الرحلة العلاجية وقتًا طويلًا.
نسعى في منصتنا لتقديم الاستشارات الأسرية التي تعمل على مساعدة كافة أفراد الأسرة لتجاوز أي تحديات يومية، وبناء علاقات قوية مستقرة، بجانب الدعم المهني الآمن والسري القائم على مراعاة الخصوصية الأسرية، ويمنحك حلولًا عملية تساعدك على حل المشكلات وتعزيز التواصل، وبناء حياة أسرية متوازنة يسودها الحب والطمأنينة.
يمكنك الآن حجز استشارة أسرية لدينا بكل سهولة من هنا، فقط اختر الموعد المناسب لك، وستجد من يساعدك على تخطي ما تواجهه من تحديات وبناء أسرة أكثر توازنًا وسعادة.
أنواع من الاستشارات الأسرية: أي منها يناسب حالتكِ؟
هناك العديد من أنواع الاستشارات الأسرية، لكل منها وظيفة محددة، ويمكننا تصنيفها، على النحو التالي:
العلاج العاطفي
يساهم بفعالية في تعزيز الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، ويعد خيارًا مناسبًا للعائلات، التي تعاني من تفكك الروابط الأسرية، والعاطفية.
العلاج البنيوي
يساعد في استعادة الوصال بين القلوب، وبناء الثقة بين أفراد الأسرة، عن طريق استراتيجيات فهم القوانين المخفية، والعلاقات المفصلية.
العلاج الأسري عبر الأجيال
يهدف إلى معالجة النزاعات، والصراعات الأسرية الناتجة عن اختلاف الأجيال، وذلك من خلال فهم الأنماط العائلية من جيل لآخر، وتقريب وجهات النظر بينهم.
العلاج الوظيفي
يهدف إلى تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة، ومعالجة سلوكيات الأطفال، والمراهقين, وهنا يفضل مشاركة كافة أفراد الأسرة في الجلسات العلاجية؛ مما يعزز من النتائج.
الجانب الروحي والقيمي في الاستشارات الأسرية
لقد نشأت الأسر، في مجتمعاتنا العربية، والإسلامية، على أسس أخلاقية، وروحية، وتحرص الاستشارة الأسرية على دمج الجانب الروحي، والقيمي في تلك الاستشارات.
يعمل هذا الدمج على تعزيز دور العلاج النفسي في تقوية الروابط الأسرية؛ حيث تهدف القيم الإسلامية إلى التسامح، والمودة، والاحترام المتبادل، والسكينة داخل الأسرة.
الاستشارات الأسرية ودورها في دعم الصحة النفسية للأفراد
تتسبب بعض المشكلات، والمشاحنات الأسرية في اضطرابات نفسية مثل: نوبات القلق، والتوتر، وربما الاكتئاب، قد يمتد آثارها إلى الأطفال، والمراهقين خاصةً.
هنا تأتي الاستشارات الأسرية بدورها الفعال في دعم الصحة النفسية، وذلك من خلال التدريب على كيفية التغلب على الضغوطات اليومية، التي قد تؤدي إلى الخلافات، والمشاحنات.
بالإضافة إلى تدريبات التعبير عن المشاعر بشكل صحي، كل هذا يصب في النهاية في مصلحة أفراد الأسرة، وحالتهم النفسية، من خلال خلق بيئة أسرية صحية خالية من الاضطرابات، والضغوط.
والخلافات الأسرية لها دورًا مؤثرًا على الصحة النفسية للأطفال، والمراهقين، على وجه الخصوص، فقد يقعون كضحايا للتنمر، ونوبات القلق، واضطرابات صعوبة التعلم.
وهنا تظهر أهمية الاستشارات الأسرية في التخلص من تلك الخلافات الأسرية بحلول عملية، وتقديم الدعم النفسي للأبناء، ومساعدتهم في إيجاد مساحة للتعبير عن مشاعرهم باحترام.
كما تلعب تلك الاستشارات دورًا ملموسًا في توعية الوالدين حول كيفية التعامل مع الأبناء، حسب مراحلهم العمرية، وتساعدهم أيضًا في اكتساب المهارات اللازمة في تحقيق ذلك.
تعزيز التربية الإيجابية للأبناء من خلال تقديم الاستشارة الأسرية المناسبة
يتمثل دور الاستشارات الأسرية أيضًا في تعزيز التربية الإيجابية للأبناء، وإنشاء جيل متوازن نفسيًا، وذلك من خلال الآتي:
- توعية الوالدين حول الأدوات، والمهارات العملية في التعامل مع الأبناء بشكل أكثر وعيًا، وحكمةً.
- الاعتماد على أسلوب الحوار، والتفاهم في حل المشكلات.
- الحث على استبدال أساليب العقاب القاسية بأساليب تحفيزية؛ مما يدعم الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة الواحدة.

الاستشارات الأسرية وقاية قبل أن تكون علاجًا
يجب علينا أن نتعامل مع الاستشارات الأسرية كحلول وقائية، وليست علاجية فقط، نلجأ إليها، في حال تفاقم الخلافات، ووصولها إلى حائط مسدود، كما هو شائع لدى البعض.
حيث تعد الاستشارات الأسرية أيضًا من الإجراءات الوقائية من الوقوع في الصراعات الأسرية، وتفاقهما، وذلك من خلال جلسات الدعم، التي تساعدنا في وقاية الأسرة من الانهيار، والتخبط.
من أسباب نفور البعض من المشورة الأسرية الخوف من انحياز المستشار الأسري لطرف دون الآخر، ولكن هذا اعتقاد لا أساس له من الصحة، بل واجب المستشار يحتم عليه الإنصات للجميع.
كما يسعى المستشار الأسري إلى فهم وجهات نظر الأطراف، والتقريب بينهم، في محاولة خلق بيئة أسرية آمنة، ومستقرة تدعم الحوار، والتفاهم، والتعاطف المتبادل بعيدًا عن المشاحنات.
الاستشارات الأسرية تعد استثمارًا ذكيًا في الحفاظ على استقرار الأسرة، والصحة النفسية لأفرادها، وتقديم حلول للأزمات، واقتراحات للوقاية من الخلافات المستقبلية، والتنعم بأوضاع أسرية سعيدة.
لذا علينا أن ندرك جميعًا أنها ليست بوصمة عار، ولا نقطة ضعف، بل هي خطوة فعالة في إعادة الدفء، والاحترام بين أفراد الأسرة؛ من أجل بيئة أسرية صحية مستقرة.
خذ خطوتك الآن إن كنت في حاجة إليها، واطلب الدعم والتوجيه الأسري المناسب لك لاستعادة التوازن وبناء حياة أكثر انسجامًا وطمأنينة.”
همسه وصل هي منصة الكترونية للاستشارات النفسية الأونلاين في الوطن العربي. نوفّر مساحة آمنة للأشخاص الباحثين عن دعم نفسي وعاطفي ومعنوي للتواصل مع خبراء مؤهلين عن طريق تطبيق آمن وبأعلى معايير الخصوصية. جميع الخبراء الموجودين على أيادي حاصلون على مؤهلات اكاديمية عالية وموثوقة، ويمارسون عملهم باحترافية عالية.
- This author does not have any more posts.
همسة وصل
همسه وصل هي منصة الكترونية للاستشارات النفسية الأونلاين في الوطن العربي. نوفّر مساحة آمنة للأشخاص الباحثين عن دعم نفسي وعاطفي ومعنوي للتواصل مع خبراء مؤهلين عن طريق تطبيق آمن وبأعلى معايير الخصوصية. جميع الخبراء الموجودين على أيادي حاصلون على مؤهلات اكاديمية عالية وموثوقة، ويمارسون عملهم باحترافية عالية.